ما سبب هبوط السكر المفاجئ لغير مرضى السكر؟
علاج هبوط السكر لغير المصابين بالسكري من الموضوعات المهمة التي تشغل بال الكثيرين، فالشعور بالدوخة أو التعب المفاجئ قد يكون ناتجًا عن انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم رغم عدم الإصابة بمرض السكري. هذا النوع من الهبوط يُعرف بـ "انخفاض السكر التفاعلي" وغالبًا ما يحدث بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات أو نتيجة مجهود بدني شديد.
في هذا المقال سنتعرف على أسباب هبوط السكر لغير المصابين بالسكري، وأهم طرق التعامل معه بشكل آمن، إضافة إلى خطوات بسيطة للوقاية منه في الحياة اليومية.
علاج هبوط السكر لغير المصابين بالسكري
ما هو هبوط السكر لغير المصابين؟
هبوط السكر عند غير المصابين بالسكري هو انخفاض في مستوى الجلوكوز بالدم إلى ما دون الطبيعي، رغم عدم وجود مرض السكري. غالبًا يحدث بعد وجبات غنية بالكربوهيدرات أو بسبب مجهود بدني شديد، ويظهر في صورة تعب، دوخة، رعشة أو صداع.
خطوات علاج هبوط السكر لغير المصابين
- تناول مصدر سريع للسكر: مثل عصير فواكه طبيعي، ملعقة عسل، أو قطعة شوكولاتة صغيرة.
- وجبات منتظمة وصغيرة: تناول 5 – 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلًا من وجبتين أو ثلاث كبيرة.
- التركيز على الكربوهيدرات المعقدة: مثل الشوفان، الأرز البني، البطاطا، حيث ترفع السكر ببطء وتمنع الهبوط المفاجئ.
- إضافة البروتين والدهون الصحية: مثل البيض، المكسرات، البقوليات، لتثبيت مستوى الجلوكوز.
- شرب الماء بانتظام: لأن الجفاف قد يزيد من الأعراض.
- تجنب السكريات البسيطة بكثرة: مثل المشروبات الغازية والحلويات، لأنها ترفع السكر بسرعة ثم تسبب هبوطه سريعًا.
- ممارسة الرياضة بشكل معتدل: مع تناول وجبة خفيفة قبل التمرين.
من أين يأتي هبوط السكر؟
هبوط السكر في الدم يحدث عندما ينخفض مستوى الجلوكوز عن المعدل الطبيعي، والجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم.
أهم أسباب هبوط السكر:
عند مرضى السكري:
- تناول أدوية خافضة للسكر بجرعات عالية.
- أخذ الأنسولين دون تناول وجبة كافية.
- ممارسة مجهود بدني شديد دون تعويض بالطعام.
- تناول وجبات غنية بالسكريات البسيطة ثم حدوث "انخفاض تفاعلي" بعدها.
- الصيام لفترات طويلة.
- ممارسة رياضة عنيفة دون تغذية مناسبة.
- بعض الأمراض (مثل مشكلات الكبد أو الغدة الكظرية أو البنكرياس).
- بعض الأدوية (مثل بعض المضادات الحيوية أو أدوية القلب).
ما هي أعراض انخفاض السكر في الدم عند الشخص السليم؟
رغم أن انخفاض السكر غالبًا يرتبط بمرضى السكري، إلا أنه قد يصيب الأشخاص الأصحاء فيما يُعرف بـ هبوط السكر التفاعلي. وعادةً تظهر الأعراض عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم بشكل ملحوظ.
الأعراض الشائعة:
- الشعور بالجوع المفاجئ حتى بعد تناول الطعام.
- دوخة أو دوار.
- رعشة في اليدين أو الجسم.
- تعرق زائد دون سبب واضح.
- سرعة ضربات القلب أو خفقان.
- إرهاق شديد وضعف عام.
- صداع أو صعوبة في التركيز.
- تغيرات في المزاج مثل العصبية أو القلق.
- في الحالات الشديدة:
- تشوش في الرؤية.
- صعوبة في الكلام.
- فقدان وعي مؤقت (نادرًا عند الأصحاء لكنه ممكن).
هل 80 يعتبر هبوط سكر؟
- المعدل الطبيعي لسكر الدم عند الشخص السليم بين 70 – 100 ملغ/ديسيلتر عند الصيام.
- لذلك إذا كانت النتيجة 80 ملغ/ديسيلتر فهي تعتبر طبيعية تمامًا وليست هبوطًا.
متى نعتبره هبوطًا؟
- يُعتبر انخفاض السكر عندما يقل المستوى عن 70 ملغ/ديسيلتر.
- الأعراض غالبًا تظهر بشكل أوضح إذا وصل السكر إلى 60 أو أقل.
ما هو الفرق بين انخفاض السكر وهبوط الضغط؟
رغم أن الحالتين قد تتشابهان في بعض الأعراض (مثل الدوخة والتعب)، إلا أن السبب والأعراض المميزة مختلفة
أولًا: انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia)
السبب: انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي (أقل من 70 ملغ/ديسيلتر).
الأعراض:
- جوع شديد مفاجئ.
- تعرق زائد.
- رعشة في اليدين أو الجسم.
- سرعة ضربات القلب (خفقان).
- عصبية أو قلق.
- صداع وتشوش في الرؤية.
- في الحالات الشديدة: فقدان وعي.
ثانيًا: هبوط الضغط (Hypotension)
السبب: انخفاض ضغط الدم عن المعدل الطبيعي (أقل من 90/60 ملم زئبق).
الأعراض:
- دوخة أو إغماء عند الوقوف المفاجئ.
- برودة الأطراف وشحوب الجلد.
- ضعف عام وإرهاق.
- بطء في ضربات القلب أحيانًا.
- رؤية ضبابية.
- غثيان أو قيء في بعض الحالات.
- انخفاض السكر: مرتبط بالطاقة ونقص الجلوكوز → يظهر مع الجوع أو بعد مجهود.
- هبوط الضغط: مرتبط بالدورة الدموية وانخفاض تدفق الدم للأعضاء → يظهر غالبًا عند الوقوف المفاجئ أو فقدان سوائل.
هل انخفاض السكر له علاقة بالضغط؟
من الناحية الطبية: انخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia) وهبوط ضغط الدم (Hypotension) هما حالتان مختلفتان تمامًا، ولكل منهما سبب وآلية خاصة:
- انخفاض السكر: سببه نقص الجلوكوز، مصدر الطاقة الرئيسي للجسم.
- هبوط الضغط: سببه ضعف تدفق الدم نتيجة توسع الأوعية أو قلة حجم الدم أو ضعف ضخ القلب.
العلاقة بينهما:
- رغم اختلاف السبب، إلا أنه قد يحدث ترابط غير مباشر:
- انخفاض السكر الشديد ممكن يؤدي إلى تعرق وضعف وإغماء → وهذه الأعراض تشبه أعراض هبوط الضغط.
- في بعض الحالات، هبوط السكر قد يسبب انخفاضًا مؤقتًا في ضغط الدم بسبب فقدان الطاقة وتأثر الجهاز العصبي.
- أيضًا، إذا فقد المريض وعيه نتيجة هبوط السكر، فقد يُلاحظ انخفاض في ضغط الدم بالتزامن.
ماذا نأكل عند انخفاض الضغط؟
أطعمة تساعد على رفع الضغط بسرعة
- الأطعمة المالحة: مثل الزيتون، الجبن، المخللات، الشوربة المالحة (الملح يساعد على احتباس السوائل ورفع الضغط).
- الماء: شرب كوبين ماء بسرعة يرفع ضغط الدم مؤقتًا.
- الكافيين: مثل القهوة أو الشاي، يساعد في تنشيط الدورة الدموية ورفع الضغط مؤقتًا.
أطعمة مفيدة على المدى الطويل
- الأطعمة الغنية بفيتامين ب12: مثل اللحوم، الأسماك، البيض، الحليب (نقصه يسبب فقر دم وانخفاض ضغط).
- الأطعمة الغنية بالفولات: مثل السبانخ، البروكلي، البقوليات.
- الأطعمة الغنية بالحديد: مثل الكبدة، العدس، السبانخ (لمنع الأنيميا التي تسبب هبوط الضغط).
- المكسرات والبذور: مثل اللوز، الجوز، بذور دوار الشمس.
- الخضروات والفواكه الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم: مثل الموز، البطاطس، الأفوكادو.
نصائح إضافية
- قسم وجباتك إلى وجبات صغيرة متكررة بدلًا من وجبة كبيرة.
- تجنب الوقوف المفاجئ بعد الأكل أو النوم.
- اشرب سوائل بكثرة، خصوصًا في الجو الحار.
في النهاية، يمكن القول إن هبوط السكر لدى غير المصابين بالسكري حالة شائعة قد تحدث نتيجة مجهود بدني شديد، أو تأخر في تناول الطعام، أو أسباب أخرى مرتبطة بنمط الحياة. ورغم أنها غالبًا لا تشكل خطورة كبيرة إذا تم التعامل معها بسرعة، إلا أن تكرارها قد يستدعي مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية كامنة. تذكّر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن أسلوب الحياة الصحي هو خط الدفاع الأول ضد أي اضطراب في مستويات السكر بالدم.